غلا بنت الحاربي
20-12-2024, 10:37 AM
في كل مرة كنت أجلس فيها بين أفراد عائلتي كنت أرصد كيف تدور الأحداث بينهم.
وكنت طفلا مدركا ملما لما يدور حوله فكنت أستطيع قراءة السعادة في عيونهم أو الاطلاع على ملامح الإحباط بين قسمات وجوههم.
وقد وجدت أن كتاب (حي بشهادة وفاة) للكاتب عبد الإله بن فهد الشايع الذي يتحدث فيه عن والده فهد الشايع رحمه الله كان نتاجا وجمعا لرصد مثل هذا الرصد الذي امتلأ به كياني.
ففي كل عائلة يوجد ذلك البار الواصل دمث الخلق، الذي يصل أرحامه صلة غير مشروطة ولا منقطعة ولا يحجبها خلاف أو شقاق.
كما أنه يرحم صغير عائلته وكبيرهم، يرحم كل من حوله، إلا نفسه.
فإنه يخرجها من كل حساباته لأنه في اعتقاده يقدم لهم برا مردودا، فالخير لا يضيع وإنما يعود لصاحبه..
لكن المذهل في هذه المعادلة أن البر والخير لا يضيعان وسيُوفى المحسن أجره، لكنه لن يحصده من ذات المصدر الذي زرعه فيه، بل يعود إليه من مصادر أخرى، وعلى صور عديدة.
إن القصص بين البشر تتشابه حتى تكاد أن تتطابق في تفاصيلها، وفي قصص هذا الكتاب -وأنت تقرؤها- ستتذكر كم مرة زرعت وألقيت خيرَ ما عندك في أرض بور، وبقيت تنتظر الحصاد حتى ذبل شبابك في هذا الانتظار .
لكننا في كل مرة نتوصل لثوابت كونية لا يمكننا تجاوزها فالإحسان يقابله إحسان، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، والعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم .
ولا يبقى أمامك سوى أن تعلم أن نفوس البشر ليست سواسية، فهناك السوي الذي يقابل إحسانك بالإحسان ويزيد عليه، وهناك المريض، عليل النفس، الذي يخيفه إحسانك ويفزعه خلقك ويرى خلف حسن خلقك مستقبلا عظيما ينتظرك لن يبلغه هو بكل دهاءه وخبثه، فيعيش عمره يحاربك وأنت لا تعلم لماذا يجازيك على الإحسان بالسيئة؟! ولماذا يعاقبك على حلمك عليه ولكنه في الحقيقة يحارب هذه الصورة القبيحة لانعكاسه التي رآها في عينيك وعلى يدك حيث كان حسن خلقك يفضحه في كل مرة، بل يقتله!
وكنت طفلا مدركا ملما لما يدور حوله فكنت أستطيع قراءة السعادة في عيونهم أو الاطلاع على ملامح الإحباط بين قسمات وجوههم.
وقد وجدت أن كتاب (حي بشهادة وفاة) للكاتب عبد الإله بن فهد الشايع الذي يتحدث فيه عن والده فهد الشايع رحمه الله كان نتاجا وجمعا لرصد مثل هذا الرصد الذي امتلأ به كياني.
ففي كل عائلة يوجد ذلك البار الواصل دمث الخلق، الذي يصل أرحامه صلة غير مشروطة ولا منقطعة ولا يحجبها خلاف أو شقاق.
كما أنه يرحم صغير عائلته وكبيرهم، يرحم كل من حوله، إلا نفسه.
فإنه يخرجها من كل حساباته لأنه في اعتقاده يقدم لهم برا مردودا، فالخير لا يضيع وإنما يعود لصاحبه..
لكن المذهل في هذه المعادلة أن البر والخير لا يضيعان وسيُوفى المحسن أجره، لكنه لن يحصده من ذات المصدر الذي زرعه فيه، بل يعود إليه من مصادر أخرى، وعلى صور عديدة.
إن القصص بين البشر تتشابه حتى تكاد أن تتطابق في تفاصيلها، وفي قصص هذا الكتاب -وأنت تقرؤها- ستتذكر كم مرة زرعت وألقيت خيرَ ما عندك في أرض بور، وبقيت تنتظر الحصاد حتى ذبل شبابك في هذا الانتظار .
لكننا في كل مرة نتوصل لثوابت كونية لا يمكننا تجاوزها فالإحسان يقابله إحسان، ومن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم، والعين بالعين والسن بالسن والبادي أظلم .
ولا يبقى أمامك سوى أن تعلم أن نفوس البشر ليست سواسية، فهناك السوي الذي يقابل إحسانك بالإحسان ويزيد عليه، وهناك المريض، عليل النفس، الذي يخيفه إحسانك ويفزعه خلقك ويرى خلف حسن خلقك مستقبلا عظيما ينتظرك لن يبلغه هو بكل دهاءه وخبثه، فيعيش عمره يحاربك وأنت لا تعلم لماذا يجازيك على الإحسان بالسيئة؟! ولماذا يعاقبك على حلمك عليه ولكنه في الحقيقة يحارب هذه الصورة القبيحة لانعكاسه التي رآها في عينيك وعلى يدك حيث كان حسن خلقك يفضحه في كل مرة، بل يقتله!